هل البعد عن الناس راحة أم هروب؟

التصنيف: نفسية | المشاهدات: 22
هل البعد عن الناس راحة أم هروب؟





هل البعد عن الناس راحة أم هروب؟





هل البعد عن الناس راحة أم هروب؟



في لحظة ما، قد يقرر الإنسان أن يبتعد عن كل شيء. عن الأحاديث، المناسبات، الزيارات، وحتى عن أقرب الناس إليه. لكنه لا يفعل ذلك لأنه لا يحبهم، بل لأنه لم يعد يحتمل ضجيج العلاقات، وكثرة التوقعات، وثقل الخذلان.



البعد قد يكون علاجًا


أحيانًا نحتاج إلى العزلة لنستعيد أنفسنا. الراحة في البعد لا تأتي من كره الناس، بل من حاجتنا لإعادة شحن أرواحنا. الحياة اليومية تضغطنا، والعلاقات المتوترة تستنزفنا، والصمت يصبح ضرورة لا رفاهية.



لكن متى تتحول الراحة إلى هروب؟


حين يصبح البعد عادة دائمة، ويبدأ الإنسان في تجنب كل تواصل إنساني، فهنا لا يكون ذلك راحة، بل هروب من المواجهة. من المهم أن نفرّق بين الانسحاب المؤقت للراحة، وبين الانعزال المزمن الذي قد يكون مؤشرًا على ألم أعمق.



الوحدة ليست دائمًا مؤلمة


هناك من يجد في وحدته مساحة للإبداع، والتأمل، والنضج. ليست كل عزلة اكتئابًا، وليست كل وحدة جرحًا. أحيانًا تكون أكثر اللحظات سلامًا حين تكون مع نفسك فقط، دون ضجيج ولا أحكام.



احذر من الوحدة الصامتة


العزلة تصبح خطرة حين لا يعود الإنسان قادرًا على العودة. حين يعتاد الغياب عن الحياة، ويستبدل العلاقات بالصمت، والمشاركة بالانغلاق. هنا نحتاج إلى وقفة صادقة: هل أبحث عن راحتي؟ أم أهرب من نفسي ومن الآخرين؟



بين الراحة والهروب.. مساحة اسمها التوازن


البعد عن الناس ليس خطأ، لكنه يصبح مشكلة حين نفقد رغبتنا في العودة. التوازن هو أن تعرف متى تبتعد لتستريح، ومتى تعود لتعيش. فالعلاقات السليمة تغذي الروح، والعزلة الحكيمة تشفيها.



في الختام


لا تحكم على نفسك بقسوة إذا اخترت العزلة. فقط كن صادقًا مع نفسك: هل أنا أرتاح، أم أتهرب؟ هل أبتعد لأنني أحتاج للسلام، أم لأنني أخشى المواجهة؟ والإجابة بداخلك، لا في عيون الناس.